جريدة إخبارية إجتماعية ثقافية تصدر من حي أستوريا - نيويورك

“يأتون إلينا ويسبّوننا”.. بائعو الأطعمة الحلال في نيويورك يواجهون سيلاً من جرائم الكراهية منذ “طوفان الأقصى”

"يأتون إلينا ويسبّوننا".. بائعو الأطعمة الحلال في نيويورك يواجهون سيلاً من جرائم الكراهية منذ "طوفان الأقصى"

إسقاط "جرائم الكراهية" عن مستشار أوباما السابق المتهم بتهديد بائع فلافل مصري
167

يواجه بائعو الأطعمة الحلال في مدينة نيويورك العديد من جرائم الكراهية، منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة،  ما دفعهم لمحاولة تحدي تلك الجرائم والتعديات عليهم، والعمل على ممارسة عملهم بنجاح، رغم المضايقات الأخيرة التي لم تظهر على مدى العقدين الماضيين.

وعلى مدى العقدين الماضيين، تحولت منافذ الطعام في شوارع نيويورك، المعروفة ببساطة باسم العربات الحلال، إلى أيقونات أساسية ضمن معالم المدينة. وتنتشر في زوايا الشوارع، وتجذب الزبائن بوجباتها السريعة الساخنة والمُشبِعَة، من أطباق شاورما الدجاج والبرجر إلى خبز البيجل والدونت مع القهوة فى الصباح.

ووفقاً للموقع، فإن هذه الحوادث مثل ستيوارت سيلدوفيتزالمستشار السابق للرئيس باراك أوباما، الذى قام بمضايقة ومطاردة بائع فلافل مصرى بمنهاتن والتفوه بكلمات عنصرية، ليست معتادة؛ لذا هزت بعض العمال، وأثارت موجة من الدعم المجتمعي لهم.

إذ قال طارق، وهو بائع في منطقة منهاتن بنيويورك، الذي لم يذكر إسمه الأخير، لموقع ميدل إيست آي: “ما الذي سنفعله؟ بعض العملاء جيدون، والبعض الآخر سيئون. هذا هو العمل، وقد يحدث هذا في أي مكان آخر”، مضيفا أن بعض “الزباين السيئين” شنوا في الآونة الأخيرة المزيد من الهجمات المستهدفة أثناء عمله في عربة الطعام.

وتابع طارق، الذي هاجر من القاهرة منذ سنوات: “يأتون إلينا ويسبوننا. إذا أراد شخص أن يأتي ويسبني، فماذا سأفعل، هل أرد عليه الشتائم؟ أستطيع فعل ذلك، لكنني لست هنا لهذا السبب. أنا هنا للعمل.

من جهته، قال محمد عطية، المدير الإداري لمشروع البائعين المتجولين، إنه على الرغم من أن هذه الحوادث مثيرة للقلق، إلا أن البائعين عادة لا يبلغون عنها؛ ما يجعل تتبعها مستحيلا تقريبا.

عطية أضاف: “يفترض البائعون أن الحديث عن مشكلة ما لن يخلق لهم إلا المزيد من المشكلات وسيضعهم في دائرة الضوء الذي قد يتبعه حملة قمع من وكالات إنفاذ القانون أو مالكي الأراضي أو أي شخص في المنطقة يريد فقط طرد البائعين من الحي لمجرد أنه لا يحبهم.

وعمل عطية، بمساعدة فريقه في مشروع البائعين المتجولين، على قضية البائع الذي تعرض لمضايقات من مستشار أوباما السابق، وهو الرد الذي قال عطية إنه اإستلزم مشاركة فيديو واقعة المضايقة، وتقديم تقرير للشرطة مع أحد أصحاب العربة وإبلاغ عضو مجلس المدينة المحلي جولي مينين بالحادثة.

وأشار عطية إلى أنه قبل هذه التحركات التي إتخذها المشروع، كان البائعون قلقين بشأن التحدث إلى وسائل الإعلام، ولم يجروا مقابلات إلا بعد ثماني ساعات من بدء تداول الفيديو.

ويمثل نقص البلاغات عن مثل هذه الحوادث من البائعين مشكلة تمتد إلى ما هو أبعد من قلق وسائل الإعلام إلى الأُطر القانونية التي تحكم عمل الباعة المتجولين.

ولمكافحة ذلك، يقول عطية، يحتاج البائعون إلى معرفة حقوقهم والإبلاغ عن تلك الحوادث إلى السلطات والمُدافعين؛ مثل مشروع البائعين المتجولين.

وقال عطية: “أعتقد أن البائعين الذين بدأوا يدركون حقوقهم بدأوا في المقاومة، وصاروا أكثر إرتياحا للتحدث علناً عن هذه القضايا والمشاركة دون خوف من الإنتقام.

لكن واقعة المسؤول السابق في عهد باراك أوباما مفيدة في توضيح السبب الذي قد يجعل البائعين عازفين عن الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث. إذ أُطلِق سراح سيلدوفيتز، مستشار أوباما السابق، يوم الخميس 18 يناير/كانون الثاني، بموجب صفقة من شأنها إسقاط التهم المُوجَّهة إليه إذا خضع لبرنامج إستشاري مناهض للتحيز.

وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان الإسلامية الصفقة، وقالت إن الإعلان كان بمثابة “صفعة على الوجه” للضحايا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.